Posts

Showing posts from January, 2021

بصيرة في الصلاة والسلام على خير الأنام

بصيرة في الصلاة والسلام على خير الأنام   قال الله عز وجل:  ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا٥٦ ﴾   [الأحزاب: ٥٦] ۞  قال الإمام الماتريدي في تفسيره تأويلات أهل السنة: وفي ظاهر الآية: هم المأمورون بتولي الصلاة بأنفسهم عليه، لكنه - صلوات الله عليه - لما أمروا بالصلاة عليه، وهي الغاية من الثناء، لم ير في وسعهم وطاقتهم القيام بغاية ما أمروا به من الثناء عليه - أمرهم أن يكلوا ذلك إلى اللَّه ويفوضوا إليه، وأن يسألوه ليتولى ذلك هو دونهم؛ لما لم ير في وسعهم القيام بغاية الثناء عليه، وإلا ليس في ظاهر الآية سؤال الرب أن يصلي هو عليه؛ ولكن فيها الأمر: أن صلوا أنتم عليه، والله أعلم. ۞  وقال الإمام البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور-بتصرف-: {يصلون على النبي} أي يظهرون شرفه وما له من الوصلة بالملك الأعظم بما يوحيه الله إليه من عجائب الخلق والأمر من عالم الغيب والشهادة، وهو معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما كما رواه البخاري: « يبركون » . { يا أيها الذين آمنوا صلوا...

سورة الكهف ومنهج التزكية (١٢) تزكية المعتقد (٣) مضامين السورة ومطلع النذارة

  سورة الكهف ومنهج التزكية (١٢) تزكية المعتقد (٣) مضامين السورة ومطلع النذارة   الحمد لله.. له الأسماء الحسنى.. والوصف الأسمى.. ذي العز الأحمى.. والصلاة والسلام على نبينا محمد.. من فتح الله به أعينا عميا.. وقلوبا غلفا.. وآذانا صما.. وبعد؛ سؤال:  ما العلاقة بين مضامين سورة الكهف ومطلعها بنذارة الذين قالوا اتخذ الله ولدا؟ الجواب –والله أعلم-: إن الناظر في مواضيع سورة الكهف ومضامينها يجدها ترتكز على تقرير مشهدين:  قدرة الله، ورحمته . ولذا اسْتُفْتِحَ قصصُ السورة بإثبات قدرته سبحانه بقوله تعالى:  ﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (٩) ﴾   [الكهف: ٩] ... قال الشيخ السعدي في تيسير الكريم الرحمن: أي: لا تظن أن قصة أصحاب الكهف، وما جرى لهم، غريبة على آيات الله، وبديعة في حكمته، وأنه لا نظير لها، ولا مجانس لها، بل لله تعالى من الآيات العجيبة الغريبة ما هو كثير، من جنس آياته في أصحاب الكهف وأعظم منها، فلم يزل الله يري عباده من الآيات في الآفاق وفي أنفسهم، ما يتبين به الحق من الباطل، والهدى من الضلال، وليس المراد بهذا...

سورة الكهف ومنهج التزكية (١١) تزكية المعتقد (٢) ادعاء الولد وعقيدة العوج

  سورة الكهف ومنهج التزكية (١١) تزكية المعتقد (٢) ادعاء الولد وعقيدة العوج   الحمد لله الذي أنزل القرآن منهاج تهذيب..والصلاة والسلام على نبينا محمد ذي الهدى القَشِيب، ناقض الصليب.. وبعد؛    فقد حددت مقدمة سورة الكهف أهدافا ثلاثة لتنزيل الكتاب: ١.    الإنذار العام الشديد من عذاب الله سبحانه. ٢.    بشارة المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالأجر الحسن والنعيم المقيم. ٣.    الإنذار الخاص لأصحاب بدعة ادعاء الولد. وقد واجه القرآن المجيد هذا الادعاء الباطل بنفى وإثبات: نفى أن يكون للقرآن عوج، وإثبات قيوميته  ﴿ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ (١) قَيِّمٗا ﴾ . ونفى العوج دليل على الاستقامة، والقرآن هو الصراط المستقيم المؤدي إلى الله سبحانه. وقيومية القرآن تتمثل في هيمنته على ما سبقه من الكتب، وهذه الهيمنة متضمنة لحتمية امتداده إلى قيام الساعة، وفي إطار هذه الهيمنة يقول رسول  الله  ﷺ :  « أعطيت مكان التوراة: السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور: المئين، وأعطيت مكان الإنجيل: المثاني، وفضلت بالمفصل » ولما كان السبع الطوال مكان التوراة.....

سورة الكهف ومنهج التزكية (١٠) تزكية المعتقد (١)

  سورة الكهف ومنهج التزكية (١٠) تزكية المعتقد (١) الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدًا... والصلاة والسلام على من يسر الله القرآن بلسانه ليبشر به المتقين وينذر به قوما لدا... وبعد؛ فمع المجلس العاشر من مجالس (سورة الكهف ومنهج التزكية)، وقوله تعالى:  ﴿ وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (٤) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ  كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ  إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (٥) ﴾   [الكهف: ٤-٥] فبعد أن استفتح الله السورة بالحمد (الذي هو اعتراف الحامد بكمال المحمود والانقياد له بمطلق الحب) ثم عطف على الحمد بشارة الحامدين  ﴿ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنٗا (٢) مَّٰكِثِينَ فِيهِ أَبَدٗا (٣) ﴾ ،  جاء في مقابلة ذلك نذارة هؤلاء الذين يفترون على الله الكذب وينسبون له الولد، إذ أن ادعاء الولد لله سبحانه مناقض لحمده المقتضي لكماله المقدس سبحانه. وقد دحض...