سورة الكهف ومظاهر الربوبية
سورة الكهف ومظاهر الربوبية الحمد لله الذي وسعت كل شىء ربوبيتُه... والصلاة والسلام على من كَمُلَ لله خضوعُه وعبوديتُه... وبعد؛ فإن ترتيب سور المصحف على هذا النحو الذي بين أيدينا هو أحد أوجه إحكام القرآن الكريم وإعجاز نظمه، لا أقول نظم الآية في جوار أختها، بل أقصد نظام ترتيب السور بعضها تلو بعض، فلعمر الله إنه لأبهر من النسيج الموضون، وسمط اللألئ الموزون. هذا وقد ختمت سورة الإسراء بآية كانت بمثابة الدرة الحاوية الجامعة المجمِلة لما سيتم تفصيله ونشره في مجموع سورة الكهف، فقال سبحانه: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (١١١) ﴾ [الإسراء: 111] ، فتضمنت الآية حمد الله سبحانه على ثلاث: عدم اتخاذ الولد، وانتفاء الشريك، والاستغناء عن اتخاذ ولى من الذل، وتقييد انتفاء الولى بقوله (من الذل): إفهاماً بأن له أولياء جَادَ عليهم بالتقريب وجعلهم أنصاراً لدينه رحمة منه لهم لا احتياجاً منه إليهم. ﴿ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا (١١١) ﴾ : للدلالة ...